تقرير بطولات.. سياسة رونالدو سلاح محمد صلاح لتجديد عقده مع نادى ليفربول

3 سبتمبر 2024 - 2:37 م

لا صوت يعلو فوق صوت عقد محمد صلاح مع نادى ليفربول، بعد تصريحاته الأخيرة التي فجر بها قضية جديدة في وسائل الإعلام الإنجليزية.

النجم المصري تمكن من تسجيل جول وصناعة هدفين في مواجه نادي مانشستر يونايتد، ليقود نادى ليفربول لفوز ثالث على التوالي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.

هدفا في كل مباراة من المباريات الثلاث، مع صناعته لهدفين، بداية مثالية لـ محمد صلاح في موسمه الأخير بالعقد الحالي مع نادى ليفربول.

خرج محمد صلاح بعد المباراة وصرّح بأنه يريد الاستمتاع بموسمه الأخير في عقده، مشيرًا إلى أن النادي لم يتحدث معه بعد بشأن تجديد العقد الذي سينتهي في يونيو المقبل.

ما بين الضغط على إدارة نادى ليفربول، والسياسة التي تشبه ما فعله كريستيانو رونالدو في نادي ريال مدريد، تم تحليل موقف محمد صلاح من قبل خبراء كرة القدم الإنجليزية واللاعبين السابقين ووسائل الإعلام.

سياسة رونالدو تلوّح في الأفق

كريستيانو رونالدو انضم إلى نادي ريال مدريد في 2009 من نادي مانشستر يونايتد في صفقة قياسية، وتألق وصال وجال في ملاعب أوروبا محققًا أرقامًا استثنائية مع النادي الملكي.

في 2012، ارتبط رونالدو بالرحيل عن نادي ريال مدريد، مع تسريبات في الصحف، قيل من الإعلام الكتالوني أنها بأمر من وكيل رونالدو خورخي مينديز، من أجل استفزاز النادي الملكي.

في 2013، كشف نادي ريال مدريد تمديد عقد كريستيانو رونالدو حتى عام 2018، وزيادة راتبه الذي كان “مليون يورو شهريًا” إلى “مليون ونصف” بداية من 2014.

في 2017، بدأت الأحاديث حول رحيل رونالدو مجددًا، مع وصوله لـ سن الـ32، وهنا سياسة نادي ريال مدريد كانت تسقط ضد البرتغالي، حيث أن فلورنتينو بيريز كان يجدد للاعبين الذين يتخطون سن الـ30 لمدة عام واحد فقط، وهو ما يحدث مع مودريتش خلال المواسم الماضية، وتوني كروس قبل اعتزاله.

السياسة التي تسببت في رحيل راؤول جونزاليس وإيكر كاسياس وبيبي، وقبل ذلك جوتي وغيرهم من النجوم، لم تُطبق على كريستيانو رونالدو.

في نفس الوقت، خرج خورخي مينديز، وكيل كريستيانو مؤكدًا أن البرتغالي قادر على أن سيواجه حتى سن الـ40، لياقته البدنية ومستواه وأهدافه الحاسمة تؤكد ذلك، وفي كل مرة كان رونالدو نفسه يؤكد رغبته في البقاء مع نادي ريال مدريد، لكن الأمر بيد النادي.

في نهاية الموسم فاز نادي ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا على حساب نادي يوفنتوس، وكريستيانو كان الرجل الحاسم في جميع الأدوار الاقصائية، وهو ما جعل تفعيل العقد الجديد بشكل فوري في صيف 2017، ليصل راتبه إلى 2.1 مليون يورو شهريًا.

بعد موسم واحد فقط، رحل رونالدو إلى نادي يوفنتوس، مع تعدد الأسباب ولكن السبب المُعلن من كريستيانو أنه لم يعد يحصل على التقدير الذي يستحقه من قبل فلورنتينو بيريز، والأمر لا يتعلق بالمال، وينضم إلى البيانكونيري ليحصل على 2.6 مليون شهريًا.

سياسة كريستيانو رونالدو خلال 9 سنوات في نادي ريال مدريد كانت تسير على ما يرام، التخطيط مع وكيله كان إيجابيًا، العقد يتم تعديله قبل نهايته بعامين، ويدعم ذلك مستواه المُبهر وقيادة الفريق للفوز بالبطولات، والأهداف الحاسمة كانت حاضرة من شرق أوروبا إلى غربها.

إذًا .. فهل محمد صلاح يشبه رونالدو ؟

الأمر ليس بهذا الوضوح، ولكن تصريحات جيمي كاراجر بأن محمد صلاح مهووس بالأرقام القياسية مثل كريستيانو رونالدو، يجعلنا نذهب إلى شق آخر.

محمد صلاح الآن تجاوز سن الـ30 ويقترب من الـ33، لكن أرقامه كما هي، ومستواه يتطور وبنيانه الجسدي أيضًا، كل شيء لا يشير إلى تقدمه في العمر سوى الأرقام فقط، لكن المجهود والعطاء يبقى كما هو لأهم لاعب في تاريخ نادى ليفربول الحديث.

6 أشهر وأعلن نادى ليفربول تجديد عقد محمد صلاح، بعد العديد من القيل والقال، ليتم تعديل الراتب ويصل مو لـ 350 ألف جنيه إسترليني إسبوعيًا، وهو الرقم الأكبر في النادي، وثالث أكثر لاعب أجرًا في الدوري الإنجليزي خلف كيفين دي بروين ودي خيا.

هذه المرة يكرر محمد صلاح ما فعله في 2022، وجدد عقده لمدة 3 سنوات، لكن الفارق الآن أن مو حينها كان 30 عامًا، والآن 33، ولكن هل يعيق ذلك التجديد؟

رغم أنه أكبر لاعب سنًا في هجوم نادى ليفربول، لكن محمد صلاح هو الأكثر مساهمة في الأهداف خلال السنوات الثلاث الماضية، الأكثر صناعة وتسجيلًا، بل والمشاركة أيضًا، كما أنه لم يغب سوى شهر واحد للإصابة والتي تعرض لها مع المنتخب المصري يناير المنقضي.

إذًا، فتقدم محمد صلاح في العمر ليس عائقًا للتجديد، ورغبته واضحة في الاستمرار، ولا يوجد مشجع لـ نادى ليفربول يريد في رحيل نجمه وأسطورته.

تشبيه كاراجر الفرعون المصري بـ رونالدو بمحاولة تحطيم الأرقام القياسية كان منطقيًا، ولكن أيضًا بنفس العقلية، فنحن نرى محمد صلاح يعرف جيدًا كيف يقوم بتوزيع مجهوده على مدار المباراة، واللعب 90 دقيقة بنفس الوتيرة.

بالعودة لـ رونالدو، فنجد أن البرتغالي عندما تجاوز سن الـ30 وتحديدًا تحت قيادة زين الدين زيدان، تحوّل لمهاجم أكثر منه جناح، وأصبح آلة تهديفية وفتاك لشباك الخصوم.

الآن محمد صلاح لم يعد الجناح الذي سيواجه على الخط طوال المباراة، ولا يشارك للخلف كثيرًا من أجل بناء اللعب، وحسب ما أكد ستيف نيكول أسطورة نادى ليفربول في تصريحاته مؤخرًا، فإن آرني سلوت يعي ذلك تمامًا، ويستخدم مو كلاعب خارق في التحوّلات، وهذا ما رأيناه في أهدافه ومساهماته.

بالنظر لما حدث ضد إيبسويتش تاون، فإن مو تبادل الكرة مع ترينت ألكسندر أرنولد، ثم انطلق خلف المدافعين ومررها لـ جوتا، والهدف الثاني استلم الكرة وتبادلها مع سوبوسلاي.

في مواجهتي برينتفورد ومانشستر يونايتد، أهدافه كانت مشابهه، ليس اللاعب الذي كان يستلم الكرة من منطقة الجزاء وينطلق مثلما فعل ضد نادي ارسنال وساوثهامبتون في موسمه الأول، ولا هدفه في نادي يوفنتوس عندما كان مع نادي روما، رغم أنه قادر على فعل ذلك الآن أيضًا، لكنه يدخر مجهوده بشكل ممتاز.

في النهاية الكرة في ملعب نادى ليفربول كما وقال محمد صلاح، قد يكون ذلك بالاتفاق مع وكيله، وهو أمر طبيعي ومن حق النجم المصري فعله، لأن أموال السعودية وأي نادٍ في أوروبا يستطيع دفع راتب مو، لن يتردد لحظة في التعاقد معه.

تأتي تصريحات صلاح أيضًا بعد تعاقد نادى ليفربول مع فيديريكو كييزا، ولا يمكن أن ننسى أن الإيطالي كان جولًا لـ نادى ليفربول منذ عامين لخلافة مو، وهو ما لا ينساه بالتأكيد أسطورة الريدز، فقبل أن يشارك لاعب نادي يوفنتوس في أي مباراة، أراد محمد صلاح أن يوجه رسالة بشكل غير مباشر لإدارة الريدز.

كل هذه التحليلات يمكنها أن تنتهي بمجرد أن يعلن نادى ليفربول تجديد عقد محمد صلاح، لأن هذا هو الأمر المنطقي، بعيدًا عن سياسات النجم المصري ووكيله واجتهادات وسائل الإعلام، الكرة الآن في ملعب الريدز، إما أن يحافظ على نجمه وأسطورته الحية، أو يتحمل غضب الجماهير الذي بدأ من الآن.